أفضل 20 فيلمًا في السينما العالمية في 2019
أفضل 20 فيلمًا في السينما العالمية في 2019
قبل أيام قليلة من نهاية عام 2019 نسترجع أفضل ما قدمته السينما على مستوى العالم في قائمة لا تتسع لكل ما هو جيد، ولكنها تكفي للوقوف على أهم التجارب السينمائية، التي تحمل قيمة فنية لذاتها أو لما أحرزته من نجاح في المسابقات الرسمية لأبرز المهرجانات العالمية، أو بما تضيفه من مفردات جديدة إلى قاموس هذا الفن الحديث.
1. Parasite
للسنة الثانية على التوالي تواصل سينما شرق آسيا احتكارها لسعفة كان الذهبية، في العام الماضي كانت من نصيب الفيلم الياباني «سارقو المتاجر – Shoplifters»، وهذا العام من نصيب الفيلم الكوري الجنوبي «طفيلي Parastie».
يدور الفيلم حول أسرة كورية يدفعها الفقر إلى تطوير سلوك طفيلي لمراوغة الحياة القاسية. يعتمد الفيلم بشكل واضح على مجاز بصري يشير إلى الفقراء بالكائنات الطفيلية، سواء من خلال الأقبية التي يعيش فيها الفقراء، أو من خلال الإشارة لهم بالحشرات المتطفلة.
جائزة السعفة الذهبية هي واحدة من أهم الجوائز السينمائية العالمية إن لم تكن أهمها، وفوز فيلم Parasite بهذه الجائزة لا يعكس فقط مدى قيمته الفنية، ولكنه أيضًا انعكاس لمدى أهمية المعالجات السينمائية للقضايا الاجتماعية، خاصة ما يتعلق منها بالفئات الفقيرة والمهمشة، وهو ما نجده أيضًا في فيلم Shoplifters العام الماضي، وعدد من أهم أفلام هذا العام أيضًا والتي سنتعرض لها في هذه القائمة.
2. Joker
من كان الفرنسية إلى فينيسيا الإيطالية التي شهدت إحدى مفاجآت العام السينمائية، وذلك بفوز الفيلم الأمريكي «جوكر Joker» بالأسد الذهبي من مهرجان فينيسيا. إن مشاركة الفيلم المقتبس عن القصص المصورة (كوميكس) في المسابقة الرسمية لواحد من أعرق وأهم المهرجانات السينمائية في العالم بمثابة قفزة كبيرة في عالم هذا النوع الفيلمي الذي يطغى فيه الجانب التجاري على الفني، أما فوزه بالجائزة الكبرى فهو مفاجأة العام بكل تأكيد.
يدور الفيلم حول القصة الخلفية لشخصية الكوميكس الشهيرة (جوكر)، والتي تُقدَّم سينمائيًّا للمرة الأولى. الفيلم من إخراج الأمريكي تود فيليبس الذي بنى شهرته من خلال الفيلم الكوميدي The Hangover، والذي يقدم هنا أنضج أعماله السينمائية في تحول مفاجئ أيضًا. يكتسب الفيلم أهمية إضافية كذلك من خلال الأداء المميز للممثل الأمريكي خواكين فينيكس لشخصية الجوكر التي ارتبطت لسنوات بالممثل الراحل هيث ليدجر الذي سبق أن قدمها في ثلاثية (فارس الظلام) في عام 2008.
3. About Endlessness
ما زلنا مع مهرجان فينيسيا الذي منح جائزة الأسد الفضي (أفضل مخرج) للسويدي روي أندرسون عن فيلمه الأخير «عن اللانهائية About Endlessness». قصاصات متفرقة من الحياة لأناس عاديين، يغلفها إطار حالم ويقودها تعليق صوتي لراوٍ لا يقل رقة وشاعرية في وصفه لهذه القصاصات، نتجول معه بين هذه الشخصيات المختلفة والمتباعدة زمانًا ومكانًا، ولكنها جميعًا تعكس مدى هشاشة الوجود الإنساني في مجابهة الحياة.
يمتلك أندرسون أسلوبًا سينمائيًّا شديد التميز ينعكس في اختياراته اللونية وأسلوب التصوير وأداء الممثلين، ولكن أبرز ما يميزه هو تناوله الفلسفي للوجود الإنساني، والذي يمتزج بمسحة من الكوميديا السوداء لا تغيب عن كل أفلامه. هذا الأسلوب المميز على المستوى البصري والفلسفي يضفي أهمية خاصة على أعمال أندرسون بالنسبة للوسيط الفني ككل، ومن ثَم فإن كل عمل جديد هو تجربة جديدة تستحق التوقف والاهتمام.
4. So Long, My Son
نعود إلى شرق آسيا مع أحد أهم الأعمال السينمائية لهذا العام، الفيلم الصيني «غبت طويلًا يا بُني So Long, My Son» الذي شارك في المسابقة الرسمية لمهرجان برلين السينمائي، وفاز بجائزتي التمثيل لبطليه جنج تشان وانج، وميا يونج. يدور الفيلم حول زوجين تنقلب حياتهما الأسرية السعيدة بعد الموت المفاجئ للابن، فيقرران الخروج من المدينة إلى القرى النائية، ويفشل مسعاهما في إحلال ابنهما بالتبني محل الطفل المفقود. قصة عائلية ممتدة على مدى ثلاثة عقود يمتزج فيها الخاص بالعام، وتتضفر فيها حكاية أبطالها الميلودرامية بجانب من التاريخ الصيني الحزين.
5. The Irishman
فيلم الأيرلندي الذي يجمع في بطولته بين ثلاثة من عمالقة عالم السينما هم روبرت دي نيرو، وآل باتشينو، وجو بيشي، ومن إخراج المخضرم مارتن سكورسيزي، أحد أعلام السينما على مدى الخمسين عامًا الماضية، أي ما يقترب من نصف عمر هذا الفن، بالطبع سيكون أحد أهم الأعمال السينمائية لهذا العام.
يتناول الفيلم قصة فرانك شيران أحد المسئولين المرموقين في نقابة سائقي الشاحنات والمشتبه في تورطه في أعمال إجرامية لصالح منظمة رجال المافيا الشهيرة (La Cosa Nostra)، وبالتحديد جريمة اختفاء الرئيس الأسبق للنقابة جيمي هوفا عام 1975، الفيلم مقتبس من كتاب «سمعت أنك تطلي المنازل – I heard you paint houses».
6. Once Upon a Time in Hollywood
فيلم المخرج الأمريكي كوانتين تارنتينو صاحب مجموعة من أهم الأعمال السينمائية التي تتميز بالعنف الجرافيكي والمنمق، والسرد القصصي غير الخطي، والمرجعيات الأدبية السينمائية، والتيمات الساتيرية فضلًا عن الحوار الحاذق. يتمتع المخرج الفائز بالسعفة الذهبية في مرحلة مبكرة من مسيرة الفنية، بمكانة خاصة لدى الجماهير والنقاد على السواء، ومن ثَم فإن عرض أحدث أفلامه سيكون بالتأكيد أحد أبرز الأحداث السينمائية في العام.
يعود تارانتينو في فيلمه «حدث ذات مرة في هوليوود» إلى نهاية الستينيات من القرن العشرين، حيث نهاية ما يعرف بالعصر الذهبي لهوليوود، ويقدم معالجة خيالية لقصة حقيقية عن مقتل الممثلة شارون تيت زوجة المخرج رومان بولانسكي، في مرثية لنهاية العصر الذهبي لهوليوود بفعل تغول تأثير التلفزيون على المواطن الأمريكي والأثر الذي تركه ذلك التحول على اثنين من الشخصيات الخيالية اللذين تقاطع مسارهما مع شارون تيت وعصابة تشارليز مانسون. الفيلم من بطولة النجمين ليوناردو دي كابريو، وبراد بيت.
7. Portrait of a Lady on Fire
فيلم المخرجة الفرنسية سيلين سياما Céline Sciamma صاحبة المسيرة الفنية القصيرة والثرية في الوقت نفسه. بدأت سياما (39 عامًا) مسيرتها الفنية بفيلم Water Lilies في عام 2007، وعلى مدى 12 عامًا أخرجت 4 أفلام طويلة شاركت بها في العديد من مسابقات المهرجانات السينمائية المرموقة، وتوجت هذه المسيرة بفيلمها الأخير Portrait of a Lady on Fire المرشح للسعفة الذهبية، والفائز بجائزة السيناريو من مهرجان كان الفرنسي.
تدور أحداث الفيلم في القرن الثامن عشر في فرنسا، حيث كُلفت فنانة شابة برسم بورتريه زفاف لعروس ترفض التموضع من أجل الرسم، وعليه يجب أن تقوم الفنانة بمراقبتها ورصد ملامحها من أجل رسم البورتريه. على الرغم من فوز الفيلم بجائزة السيناريو فإن أبرز العناصر الفنية بهذا العمل هو التصوير السينمائي، إذ يقدم الفيلم تجربة بصرية مميزة للغاية، قد تكون الأفضل على الإطلاق هذا العام.
8. The Invisible Life of Eurídice Gusmão
ما زلنا مع مهرجان كان والفيلم البرازيلي «الحياة الخفية ليورديس جازماو» الفائز بجائزة أفضل فيلم في مسابقة (نظرة ما). يدور الفيلم حول شقيقتين تعيشان مع والديهما المحافظين في ريو دي جانيرو في عام 1950، وعلى الرغم من انغماسهما في الحياة التقليدية في كنف هذا الأب المحافظ فإنهما تحلمان بالتحرر، كل على طريقتها. تتفرق الشقيقتان وتنفصل مسارات حياتيهما دون أن تتخلي أي منهما عن الأمل في العثور على أختها.
يقدم الفيلم المقتبس عن عمل أدبي بالعنوان نفسه واحدًا من أجمل وأرق التجارب السينمائية في هذا العام، ويتميز بشكل خاص بالأداء التمثيلي لبطلتيه، بالإضافة إلى التصوير السينمائي المميز لمديرة التصوير الفرنسية Hélène Louvart، والتي قدمت تجربة لا تقل جمالًا ورقة في العام الماضي في الفيلم الإيطالي Happy As Lazaro.
9. One Man Dies a Million Time
يمتلك فيلم «رجل واحد يموت مليون مرة» العديد من المقومات التي تدعم وجوده ضمن قائمة الأفضل في عام 2019. الفيلم هو العمل الروائي الطويل الأول لمخرجته الشابة جيسكا أوريك، بعد عدد من الأفلام التسجيلية. المعالجة غير التقليدية هي أول عناصر تميز هذا الفيلم، إذ إنها تقوم على قصة حقيقية دارت أحداثها أثناء الحرب العالمية الثانية في الأربعينيات من القرن العشرين، غير أن الفيلم يتناول الأحداث نفسها في زمن أحدث أقرب إلى الثمانينيات. يعتمد الفيلم على أسلوب مميز في التصوير، حيث يسود الأبيض والأسود في أغلب مشاهد الفيلم، مع استثناءات قليلة لبعض اللقطات التي تظهر بالألوان.
تعتمد سردية الفيلم على مجموعة من المذكرات والأشعار التي تركها أشخاص حقيقيون عاصروا القصة الحقيقية، والتي غزلت منها مخرجة الفيلم ومؤلفته قصة شاعرية عن الحب والحرب، عن الجوع والفقر، وقبل كل شيء عن الإنسان في عالم لا يختلف ماضيه عن حاضره.
10. The Lighthouse
ثاني أفلام المخرج الأمريكي الشاب روبرت إيجرز، الذي سبق أن أثار الكثير من الجدل حول فيلمه الأول The Witch عام 2015. تدور أحداث فيلم «المنارة» في نهاية القرن التاسع عشر، حول اثنين من الحراس يقومان على حراسة وصيانة منارة بحرية بجزيرة نائية، في دراما نفسية عن صراع العقل البشري مع العزلة. الفيلم من بطولة روبرت باتينسون وويليام ديفو الذي يقدم واحدًا من أجمل الأداءات التمثيلية هذا العام.
11. The Truth
فيلم المخرج الياباني هيروكازو كوريدا الحاصل على سعفة كان الذهبية في العام الماضي عن فيلمه (سارقو المتاجر Shoplifters)، الفيلم من إنتاج ياباني فرنسي مشترك، ومن بطولة الفرنسيتين كاثرين دينوف، وجولييت بينوش، والأمريكي إيثان هوك. يدور الفيلم حول فابيان، النجمة السينمائية الفرنسية التي يجتمع شملها بابنتها العائدة من نيويورك مع زوجها وحفيدتها. يتحول لم الشمل بين الأم وابنتها إلى مواجهة حامية على خلفية نشر الأم لمذكراتها التي لا تطابق الحقيقة كما تعرفها الابنة.
تجربة مختلفة يخرج من خلالها كوريدا من منطقته الآمنة التي اعتمد فيها على معالجة القضايا الاجتماعية من خلال الأسرة، هنا يتناول الأسرة أيضًا لكن بمدخل أكثر ذاتية. كما تقدم من خلاله دينوف أحد أجمل الأداءات التمثيلية لهذا العام.
12. Les Misérables
رغم أنه العمل الطويل الأول لمخرجه الفرنسي الشاب لادج لي، فإن فيلم «البؤساء» ينضح بالنضج الفني على أكثر من مستوى ويعتبر واحدًا من أهم وأفضل ما قدمته السينما في عام 2019. شارك الفيلم في المسابقة الرسمية لمهرجان كان، وفاز بجائزة لجنة التحكيم الكبرى (مناصفة مع الفيلم البرازيلي باكوراو Bacurau).
يتناول الفيلم مجموعة من الشخصيات التي تنتمي إلى مجموعات عرقية ودينية مختلفة تعيش في ضاحية (سان دينيس) في شمال العاصمة الفرنسية باريس، ويركز على واقع الأطفال المنتمين لهذه الأقليات في عالم يعج بالفقر، وتضيق فيه مساحة الحقوق والحريات الإنسانية في بيئة محفزة للجريمة والعنف.
13. Pain and Glory
أحدث أفلام المخرج الإسباني بيدرو ألمودوفار الذي بلغ السبعين من عمره هذا العام. شارك الفيلم في المسابقة الرسمية لمهرجان كان، وفاز بجائزتي أفضل ممثل وأفضل موسيقى تصويرية. في «ألم ومجد» يقدم ألمودوفار أكثر أعماله ذاتية، حيث بطل الفيلم هو مخرج سينمائي يراجع مسيرته الفنية كما يراجع حياته الخاصة بكل قراراتها المصيرية، وحيث تختلط الذكريات والأحلام والخيال في مزيج من الألوان والصور الحميمية الدافئة.
14. A Hidden Life
أحدث أفلام المخرج الأمريكي المثير للجدل تيرانس ماليك. يعتبر ماليك أحد أهم المخرجين المعاصرين، والذي يعتمد على أسلوب سينمائي مميز سواء على المستوى البصري أو على مستوى النص السينمائي. في فيلمه الجديد «حياة خفية» يعود ماليك إلى أربعينيات القرن العشرين ويبنى سردية فيلمه على أحداث حقيقية للجندي النمساوي Franz Jägerstätter المعترض الضميري الذي يرفض خوض الحرب تحت لواء النازية.
شارك الفيلم في المسابقة الرسمية لمهرجان كان، وفاز بجائزة François Chalais.
15. It Must Be Heaven
«إن شئت كما في السماء» هو الاسم العربي لفيلم المخرج الفلسطيني إيليا سليمان، الاسم الذي يحمل الكثير من سمات سينما سليمان المميزة للغاية والتي لا تبدو شبيهة بأي سينما أخرى وخاصة السينما العربية والفلسطينية. شارك الفيلم في المسابقة الرسمية لمهرجان كان، وفاز بجائزة الفيبريسي (الاتحاد الدولي للصحافة السينمائية).
16. Marriage Story
فيلم المخرج والمؤلف السينمائي الأمريكي نوا بومباك، من بطولة سكارليت جوهانسن وآدم درايفر. شارك الفيلم في المسابقة الرسمية لمهرجان فينيسيا السينمائي. فيلم «قصة زواج» هو أحد أكثر النصوص السينمائية إحكامًا وبراعةً في عام 2019، ما بين السرد الشيق والرسم الدقيق لكل الشخصيات الرئيسية والثانوية، وصولًا إلى الحوار الذكي الذي يتضمن طبقات ومستويات عدة بداخله، ويجيد التعبير عن شخصياته كما ينقل الانفعال الدرامي المتصاعد خاصة في مشاهد المواجهات الثنائية بين الشخصيات.
تعليقات
إرسال تعليق